لا يوافقني اصحابٌ (من الموالين والمعارضين) حين أصف وزير الداخلية راشد بن عبدالله بالسفّاح رغم انهم يعرفون إن السنوات التي مرّت منذ توليه منصبه شهدت أسوأ ما عانته البحرين من إنتهاكات لحقوق الإنسان بما فيها الحق في الحياة.
فلقد زادت جرائم راشد بن عبدالله على جرائم جميع من سبقوه بمن فيهم سفاح البحرين السابق هندرسون. فزاد عدد ضحايا هذا الوزير في اقل من خمس سنوات على مجموع الضحايا الذين سقطوا منذ ١٩٥٣ الى ٢٠١١. فمنذ ٢٠١١ اُستشهدٓ تحت التعذيب وبرصاص جلاوزة الأمن والسموم المنبعثة من قنابل الغازاكثر ممن إستشهدوا طيلة ٥٨ سنة سبقت تعيين هذا الوزير السفّاح. وهذا هو الحال أيضاً عندم نحسب أعداد السجناء والمنفيين والمفصولين من أعمالهم والمُهدٓدين في أرزاقهم وتجارتهم ومهنهم.
وفي عهد هذا السفّاح وبرضا حمد وخليفة بو دينار وسلمان بوبحر صار التعذيب الجسدي والنفسي إحدى الوسائل الممنهجة للتعامل مع من ترى السلطة الخليفية ضرورة تأديبهم حتى ولوْ لَمْ يفعلوا شيئاً أخطر من كتابة مقالٍ او تغريدة.
كان هندرسون سفاحاً درّب سفاحين على شاكلته من أمثال فليفل وإبن حويل إلا إن السفّاح الخليفي راشد بن عبد الله ‘تفوق’على معلمهم الإسكتلندي. حين جاء هندرسون إلى البحرين في 1966 بعد طرده من كينيا بعد حصولها على إستقلالها جاءنا بتراثه العنصري بما فيه من ازدراء قيمة البشر الآخرين واستهتار بأمنهم وبأرواحهم. ومع ذلك لم يفعل هندرسون طيلة 34 سنة ما فعله الوزير الخليفي في خمس سنوات.
في ٢٠٠٠ قدمت السلطة الخليفية هندرسون كبشاً يفديها وحمّلته جميع أوزارها. وصدّقها من أراد ان يصدقها. وحين جئ براشد بن عبدالله خرج الطبالون علينا بمدائح عن الوزير الجديد الذي سرعان ما عرفنا انه من نفس طينة اسلافه بل لقد فاقهم ،كما بيّنتُ، إجراماً ودموية. ففي عهده تمادى جلازوة الأمن في التعذيب وإنتهاك الأعراض والتحرش الجنسي وفي التصنّت على الناس بل وتصويرهم وهم في غرف نومهم بهدف إبتزازهم وتخويفهم. وفي عهده هُدمت مساجد ونُبشت أضرحة بهدف تأجيج المشاعر الطائفية بحيث يعادي الجار جاره والموظفة زميلتها. وفي عهده وبرضا سيده ومولاه حمد بن عيسى، إرتفعت رايات الجهاد الطائفي فصار المواطن مجرما مداناًحتى يتبثت جلاوزة الأمن من خنوعه فإن أبى فهو خائنٌ يستحق حرمانه من حقوقه المدنية كافة بما فيها جنسيته.
كان هندرسون يكرر قبل تقاعده انه لم يفعل شيئاً بدون أمر مباشر من خليفة بودينار. وهذا ما كرره أيضاً وجرى توثيقه بعد تقاعده. ولا شك في ان راشد بن عبدالله لا يفعل شيئاً دون امرٍ مباشر من حمد شخصياً. فحمد بن عيسى هو من أتى بهذا السفّاح وهو يتحمل أيضاً عبء ما يقترفه من جرائم.
منشورة في