لو كان الملك السويدي عربياً لما عاش الصبية يوماً آخر

KungCarlGustav

صورة لوجه الملك السويدي ملطخاً بالكريماالمحلاة
.
.

.
.

تذكرتُ مقالة قديمة نشرتها قبل سنوات وعنوانها “ملاحظات قديمة حول ملكية دستورية حقيقية ـ غير مملكة غير و غير” كتبتها بعد أن قررت النيابة توقيف الأخ عبدالهادي الخواجة لمجرد إنه طالب بإستقالة خليفة بودينار حتى قبل أن يتبن للناس في البحرين إن رئيس الوزراء لأكثر أكثر من أربعين سنة قد “إشترى” المرفأ المالي بقضه وقضيضه بدينار واحد فقط لا غير.

لسوء الحظ حالة البحرين ليست فريدة. فأمير قطر حكم مؤخراً بالسجن المؤبد على شاعر إنتقده. وأمير الكويت حكم قبل إسبوع على ثلاثة نواب سابقين بالسجن لأنهم تعرضوا للذات الأميرية… وتتكرر الحكايات الشبيهة المخزية في بقية ميخات النفط

—-

.
.

في الخامس من شـــهر ســبتمبر عام 2001 كان الملك الســويدي يقوم بزيارة بروتوكولية لمدينة فاربرغ الســاحلية و في أثناء تجواله في المدينة قام مجموعة من أربعة صبيان مراهقين بالهجوم على الملك بوابلٍ من الكيك (التورتة). , لقد أصيبَ الملك إصابةً مباشــرة و نقلت الصحف و التلفزيون صور الملك و هو يمســح عن وجهه و ملابســـه بقايا التورتة .

و تم في التوّ و اللحظة إلقاء القبض على الفاعلين الذين لم يحاولوا الهربَ و لم ينكروا قيامهم بالهجوم على الملك. ثم قامت الشــرطة بالتحفظ على بقية التورتة التي ظلّت في حوزة المهاجمين.

و رغم إن غالبية الشـــعب الســويدي تعاطفت من الناحية الشـــخصية مع الملك الذي إتســـخت ثيابه و تلطخ وجهه بالقيمر و الزبدة و الكيك إلا إن ذلك لم يمنع إنقســـام الرأي العام الســـويدي بطبيعة الحال حول “خطورة” الهجوم أو عدم أهميته. حيث رأى البعض, وهم الأقلية , في ذلك الهجوم “إهانة” للملك بينما رأت غالبية الناس و ووســائل الإعلام إن الأمر لا يٍســـتدعي التضخيم و لا إعطاء الهجوم أبعاداً أخرى أكثر مما يســـتحق. و قيل إن الملك الســـويدي نفســه كان من هذا الرأي.

إلا إن الإدعاء العام أصرّ , تحت ضغط بعض الصحف اليمينية, على تقديم المتهمين الأربعة إلى المحاكمة و خاصة إنه قد قُبِضَ عليهم بالجرم المشـــهود. تجدر الإشــارة إلى إن اياً من المتهمين الأربعة لم يقضِ حتى ســـاعةً واحدةَ في الحبس على ذمة التحقيق.

في الرابع من ديســـمبر عام 2001 قررت المحكمة الســويدية إدانة المراهقين الأربعة لقيامهم بالهجوم بالتورتة على الملك الســـويدي و تلطيخ وجهه و توســيخ ملابســـه وصدر الحكم عليهم بغرامات مالية تراوحت بين ما يعادل خمســمائة دولار على المتهم الأول و أربعمائة دولار على كلٍ من المتهمين الثلاثة الآخرين.

أما في مملكة غير و غير عندنا فلا يمكنك أن تطالب حتى بإستقالة عم الملك.

و إن تجرأتَ و فعلتَ فعليْك أن تقضي 45 يوماَ تحت التحقيق قبل أن يفكر الإدعاء العام بتوجيه تهمة تليق .[/

—————
لقطات الفيديو لحظة توجية التورتة لوجه الملك السويدي
الملك السويدي مصفوعاً بقالب تورتة

صورة لوجه الملك السويدي ملطخاً بالكريما المحلاة

——–