عشية الحلقة التالية من مسلسل “الحوار”

بدأت تنازلات المفاوض الفلسطيني في بداية التسعينيات  بغواية الوعود الأميركية.   ولم يتغير الوضع رغم 20  سنة من التنازلات. يكرر الأميركان اللعبة ذاتها في البحرين .  تناسى المفاوض الفلسطيني ضرورة تغيير ميزان القوى قبل التفاوض.  كما تناسى أن التنازلات المجانية  مهما كانت رمزية تغري الغريم على التشدد.   فكلما  فكلما إنخفض سقف المفاوض الفلسطيني كلما زاد الضغط الأمريكان لخفضه من جديد.

ولقد رأينا هذا المسلسل في البحرين منذ إغواء المعارضة في 2005 بالتخلي  عن خط المقاطعة وقبولهابالمشاركة في برلمان تعرف إن لا دور له إلا لتجميل وجه السلطة الخليفية وتسويقها كحليف للولايات المتحدة.   نعم  ظن طرفٌ أنه “إنتصر” حين وافقت السلطة الخليفية على مطلبه بوقف قانون الأحوال الشخصية. ولكنه نصر كالهزيمة فالقرار حول ذلك القانون ما زال بيد السلطة. وهي تستخدمه لاإبتزاز المزيد من المواقف المسايرة.

منذ عام2005  كرت سبحة التنازلات على أمل أن يفي الأميركان بوعودهم. وإستمر كثيرون  أسرى  لغواية  تلك الوعود فتسابقوا في على تقديم التنازلات الجانية لإثبات  مصداقيتهم أمام “الراعي” الأميركي. وكما فعل المفاوض الفلسطيني منذ مفاوضات أوسلو 1992 لم يتوان بعض أصحابنا عن الإستهزاء بكل من طالبهم  بالتوقف لإلتقاط الأنفاس ومراجعة الحسابات.    لقد كانت غواية الوعود الأميركية عارمة. ولم يكن متوقعاً أن يتوقف مسلسل  التنازلات المجانية لولا الربيع العربي الذي شجع أطراف المعارضة “غير الرسمية” على دفع البلاد في خضم الربيع العربي.

 ومعلومٌ أن مسلسل التنازلات المجانية  وصل إلى أوجه في تمجيد خليفة بن سلمان وتقديم الشكر له على دوره في إجراء إنتخابات 2010.  وهي الإنتخابات التي وصل تلاعب  السلطة الخليفية بها إلى أسوأ نماذجه.   ولكي لا أظلم أحداً  لا بد من الإشارة إلى أن تمجيد خليفة بن سلمان جاء متناسقاً مع إستراتيجية تطمينية تبنتها المعارضة الرسمية  لتأكيد حسن  النوايا ولإثبات أنها, أي المعارضة الرسمية , هي “غيروغير” وإنها معارضة عاقلة ورزينة تختلف عن المعارضة “غير الرسمية”.

بطبيعة الحال لم تجدِ نفعاً تلك التنازلات المجانية. ولم تحصد المعارضة الرسمية إلا الريح من  تمجيد رئيس لوزراء ولا من العبارات اللطيفة الموجهة إلى  ولي العهد و “صاحب الجلالة” ووزير البلاط.

فهؤلاء  يعرفون كما يعرف “الراعي” الأميركي أن المعارضة الرسمية  بعد أن  قلصت خياراتها السياسية لم يعد أمامها إلا الإستمرار في تقديم التنازلات  بدون ثمن سياسي مقابل.

وفوق ذلك يعرف الوسيط/الراعي الأميركي كما تعرف السلطة الخليفية  أن التغييرات السياسية الجدية سواء إنحصرت في إصلاح النظام السياسي أو تجاوزته إلى إستبداله  تتطلب  تغييراً جديا في ميزان القوى بين المعارضة والسلطة.  وهو تغيير لا يمكن أن يتحقق طالما بقيت المعارضة أسيرة إسترتيجية  ثبت عقمها منذ 2005.ا

2 thoughts on “عشية الحلقة التالية من مسلسل “الحوار”

  1. I would not agree anymore with your article serial of “dialogue”, what was missing in your precise political analysis is “body language”. Remember Vitnam version in negotiation with Nixon administration,strict instructions not to associate with American negotiators in any forms.The Vitnamese instructions allowed only contact is in negotiation room.
    While Palestinians negotiators & Bahrains opposition spare no effort to display full harmony & friendship,the results Victory in vitnam & disaster in Palestine & Bahrain.
    A small comment of free concession which is a constant striaght line phenomenon;take formula 1 race when first started the popular opposition firmly utilized the opportunity as a political weapon, while official opposition backed off under request of Crown Prince.

    1. Interesting! I must look into that.
      I have always been partial to establishing cordial relations with your counterparts while negotiating. The Vietnamese success may be explained by many other factors than ‘restricting’ contacts to the negotiation room.
      A decisive factor was American knowledge that the Vietnamese were ready, capable and willing to continue fighting if the negotiations failed or if the Americans procrastinated.
      The Palestinian negotiators did not have this type of back-up. They have put all their eggs in the American basket. The Israelis took advantage of that.
      Since 2005 Bahraini official opposition groups have not devised an alternatives strategy to the ‘dialogue. No plan C, let alone plan B. That is why Al-Khalifa side moves so slowly, even reluctantly. The regime is comforted by the knowledge the Bahraini official opposition groups have no other course except ‘dialogue’. This is also why everyone avoids the N (egotiation) word.

Comments are closed.